كلمة مكونه من خمسة أحرف أرّقت مضاجعنا...

كلمة مكونه من خمسة أحرف أرّقت مضاجعنا...
هي حسب من يتعظ.. ولو لم تكن لنا موعظة منها فلن نتعظ إطلاقاً...
الموت كلمه... ما أسهل نطقها وما أسوء أثرها....
كنت فيما مضى أستمع لقول الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
وهو يقول كفى بالموت واعظاً..
ورغم بلاغة الجمله إلا أني كنت أجهلها وأرى أن هنالك مواعظ أخرى أشدُ وطئاً...
لكن أدركت بعدما نضجت أن هذه الكلمة تحمل معاني عظيمه لها أبعاد لانهاية لها فلو ألف شخص ِكتاباً عن الموت لإستعصى عليه كتابة النهايه
فالنهايه تبدأ من حيث بدأ , ولو نظم شاعر قصيدتة عن الموت فلن يُوفي الكلمه حقها ولو كتب مُعلقه...
فلان مات يعني لن ترى شخصه ولاظلــــه...
فلان مات يعني لن تسمع صوته ولاهمسه ...
فلان مات يعني لن تأكل من طعامه ولن تدعوه لطعامك...
فلان مــات..... يعني صفحه طويت ولن تقرأها ثانيه...
نعم كفى بالموت واعظاً....
الموت هو الضيف الذي لن ينتظر منك دعوته فهو الطارق لبابك متى أراد شئت أم أبيت...
الموت لاينتظر الشاب حتى يهرم ولا الصحيح حتى يسقم ليقبض روحه...
فكم من صحيح وافته منيته وهو سائرُ على قدميه, وكم من طفلِ فقده أبويه على حين غفله بعدما حال بينهم وبينه مفرق الجماعات....
فلانه فتاة في سن الزهور هي قريبه لم أراها يوماً لكن الأخبار تصلك عن البعيد فلاعجب أن تكون أخبار القريب الذي لم تره بين يديك....
تزوجت وكأي فتاة تنسج في مخيلتها مستقبلاً مُشرقاً وأُسرة سعيدة ...
أنجبت طفلها الأول الذي لم تره ولم تحضنه ولم تشم ريحه أبداً ليس
لأن المنيه وافتها بل عاشت بعد طفلها مايُقارب الست سنوات لكنهـــــا....
لاحيه مع الأحياء ولاميته مع الأموات....
فقدت وعيها بعدما أنجبت مولودها الذي لطالما إنتضرته واستبشرت بمجيئه وحلمت بمظهره ليالِ عده...
فقدت وعيها واسترجعته لتكن غير ماعهدناها عليه . لم تعرف أحداً ولم تُخاطب أماً أو أباً..
فتحت بصرها لترى الناس من حولها بدموعها ليس أكثر...
جلست طريحة الفراش في كل يوم تزداد صحتها سوءً مع بوادر أمل بين الفينة والأخرى , كان للعين من حالها نصيب وهذا قدرها ....
كبر أبنها ودخل المدرسه وتزوج زوجها وهي طريحة الفِراش
لاتعرف أحداً من النكسه التي ألمت بها فحولت حياتها رأساً على عقب....
بعد ساعات ستكون هذه الفتاة تحت الثرى...
حيثُ ستُقابل روحها من هو أرأف بها منا, فارحمها برحمتك التي وسعت كل شيء يارحيم وأصلح أبنها واجعله من الهداه المهتدين ومن الرجال الصالحين الحافظين لكتابك الكريم ياكريم....
....................
أول مره سمعت أن في آخر الزمان يمر الرجل على قبر الرجل ويقول ياليتني كنت مكانك كنت أتوقف كثيراً عند هذا الحديث وأقول هل حقاً سيقف عاقلاً ليتمنى أن يكون بدل فلان في قبره....
نعم وربي جاء اليوم الذي أقولها ويقولها الكثير ممانرى ونسمع من حال أمتنا ومن ظلم الطغاة ونكست الشعوب وهذا ونحن لازلنا في مقتبل العمر سئمنا الذلة التي تُعاني منها الأمه الإسلاميه من هيمنه علمانيه الى مُخططات رافظيه فكيف بمن عمرا طويلاً...
ياليت شعري هل من سبقونا تحت الثرى هم أفضل حال مما عليه نحن اليوم....
هل هوائهم أنقى من هوائِنا, هل صحائفهم أثقل من صحائفنا.....؟؟؟
....................
لي صديقه توفيت قبل زفافها بإسبوع كلما ذكرتها دعوت لها واستغفرت لها وقلت في نفسي ماذا لو كُنت مكانها الآن هل سأنتظر من يدعوا لي ويتصدق عني هل أنتظر هذه اللحظات لأنتظر منة فلان وفلان لي أم أتزود من التقوى مادام في النفس رمق وأحمِلُ زادي معي فإن ذُكرت خيراً زاد زادي وإن نُسيت إكتفيتُ بزادي....
.................
هنالك من يكون الموت في نظره أوهن من بيت العنكبوت إن قالوا له فلان مات قال إرتحنا منه كأنما الموت الذي غيب فلان لن يُغيبه يوماً ويتمنى حينها لو يترحم عليه البشر لينال منهم ما يُثقل به ميزانه يوم تضع الموازين فيسعد من ثقلت موازينه ويخيب من خفت موازينه اللهم إجعلنا ممن ثقلت موازينه يوم القيامة وآتنا كتابنا باليمين ياأرحم الراحمين....
........................
لي قريب يبكي على أخاه المريض يخشى أن يفقده فمات هذا الصحيح وبكاه السقيم وبعد سنوات قِله لحق به سبحان الله كأنما الأرض تبتلع الناس دونما سابق إنذار نبكي على فلان وغداً يبكون علينا وهكذا كل شخص يبكي على الدر التي سبقه اليها الميت وهو لامحاله سيلحق به شاء أم أبى....
نســـأل الله حسن الخاتمه لنا ولكم...
نســـأل الله أن تكون قبورنا روضه من رياض الجنه...
نسأل الله أن نكون ممن يتضاعف له العمل والأجر والمثوبه حتى بعد الممات فيُبعث وفي صحيفته حسنات وإستغفار تُعتق بها رقبته من النار وتُدخله الجنه مع الأبرار...
نسأل الله لنا ولكم الإخلاص في القول والعمل والثبات على الحق وعلى عقيدة التوحيد الخالصه لله عزوجل....
وكفى بالموتِ واعظـــــاً....

جزاكم الله كل خير