فَائِدَة في قَوْله تَعَالَى أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ إِلَى آخرهَا
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فَائِدَة في قَوْله تَعَالَى أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ إِلَى آخرهَا
فَائِدَة في قَوْله تَعَالَى أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ إِلَى آخرهَا
مقتطفات من كتبه - مختارات من كتب ابن القيم
أخلصت هَذِه السُّورَة للوعد والْوَعيد والتهديد وَكفى بهَا موعظة لمن عقلهَا فَقَوله تَعَالَى أَلْهَاكُمُ أَي شغلكم على وَجه لَا تعتذرون فِيهِ فَإِن الإلهاء عَن الشَّيْء هُوَ الِاشْتِغَال عَنهُ فَإِن كَانَ بِقصد فَهُوَ مَحل التَّكْلِيف وَإِن كَانَ بِغَيْر قصد كَقَوْلِه فِي الخميصة إِنَّهَا ألهتني آنِفا عَن صَلَاتي كَانَ صَاحبه مَعْذُورًا وَهُوَ نوع من النسْيَان وَفِي الحَدِيث فلهَا عَن الصَّبِي أَي ذهل عَنهُ وَيُقَال لَهَا بالشَّيْء أَي اشْتغل بِهِ وَلها عَنهُ إِذا انْصَرف عَنهُ وَاللَّهْو للقلب واللعب للجوارح وَلِهَذَا يجمع بَينهمَا وَلِهَذَا كَانَ قَوْله أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ أبلغ فِي الذَّم من شغلكم فَإِن الْعَامِل قد يسْتَعْمل جوارحه بِمَا يعْمل وَقَلبه غير لاه بِهِ فاللهو هُوَ ذُهُول وإعراض وَالتَّكَاثُر تفَاعل من الْكَثْرَة أَي مكاثرة بَعْضكُم لبَعض وَأعْرض عَن ذكر المتكاثر بِهِ إِرَادَة لإطلاقه وعمومه وَأَن كل مَا يكاثر بِهِ العَبْد غَيره سوى طَاعَة الله وَرَسُوله وَمَا يعود عَلَيْهِ بنفع معاده فَهُوَ دَاخل فِي هَذَا التكاثر فالتكاثر فِي كل شَيْء من مَال أَو جاه أَو رياسة أَو نسْوَة أَو حَدِيث أَو علم وَلَا سيّما إِذا لم يحْتَج إِلَيْهِ وَالتَّكَاثُر فِي الْكتب والتصانيف وَكَثْرَة الْمسَائِل وتفريعها وتوليدها وَالتَّكَاثُر أَن يطْلب الرجل أَن يكون أَكثر من غَيره وَهَذَا مَذْمُوم إِلَّا فِيمَا يقرّب إِلَى الله فالتكاثر فِيهِ مُنَافَسَة فِي الْخيرَات ومسابقة إِلَيْهَا وَفِي صَحِيح مُسلم من حَدِيث عبد الله بن الشخير أَنه انْتهى إِلَى النَّبِي وَهُوَ يقْرَأ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ قَالَ يَقُول ابْن آدم مَالِي وَهل لَك من مَالك إِلَّا مَا تصدّقت فأمضيت أَو أكلت فأفنيت أَو لبست فأبليت.
ـ
مقتطفات من كتبه - مختارات من كتب ابن القيم
أخلصت هَذِه السُّورَة للوعد والْوَعيد والتهديد وَكفى بهَا موعظة لمن عقلهَا فَقَوله تَعَالَى أَلْهَاكُمُ أَي شغلكم على وَجه لَا تعتذرون فِيهِ فَإِن الإلهاء عَن الشَّيْء هُوَ الِاشْتِغَال عَنهُ فَإِن كَانَ بِقصد فَهُوَ مَحل التَّكْلِيف وَإِن كَانَ بِغَيْر قصد كَقَوْلِه فِي الخميصة إِنَّهَا ألهتني آنِفا عَن صَلَاتي كَانَ صَاحبه مَعْذُورًا وَهُوَ نوع من النسْيَان وَفِي الحَدِيث فلهَا عَن الصَّبِي أَي ذهل عَنهُ وَيُقَال لَهَا بالشَّيْء أَي اشْتغل بِهِ وَلها عَنهُ إِذا انْصَرف عَنهُ وَاللَّهْو للقلب واللعب للجوارح وَلِهَذَا يجمع بَينهمَا وَلِهَذَا كَانَ قَوْله أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ أبلغ فِي الذَّم من شغلكم فَإِن الْعَامِل قد يسْتَعْمل جوارحه بِمَا يعْمل وَقَلبه غير لاه بِهِ فاللهو هُوَ ذُهُول وإعراض وَالتَّكَاثُر تفَاعل من الْكَثْرَة أَي مكاثرة بَعْضكُم لبَعض وَأعْرض عَن ذكر المتكاثر بِهِ إِرَادَة لإطلاقه وعمومه وَأَن كل مَا يكاثر بِهِ العَبْد غَيره سوى طَاعَة الله وَرَسُوله وَمَا يعود عَلَيْهِ بنفع معاده فَهُوَ دَاخل فِي هَذَا التكاثر فالتكاثر فِي كل شَيْء من مَال أَو جاه أَو رياسة أَو نسْوَة أَو حَدِيث أَو علم وَلَا سيّما إِذا لم يحْتَج إِلَيْهِ وَالتَّكَاثُر فِي الْكتب والتصانيف وَكَثْرَة الْمسَائِل وتفريعها وتوليدها وَالتَّكَاثُر أَن يطْلب الرجل أَن يكون أَكثر من غَيره وَهَذَا مَذْمُوم إِلَّا فِيمَا يقرّب إِلَى الله فالتكاثر فِيهِ مُنَافَسَة فِي الْخيرَات ومسابقة إِلَيْهَا وَفِي صَحِيح مُسلم من حَدِيث عبد الله بن الشخير أَنه انْتهى إِلَى النَّبِي وَهُوَ يقْرَأ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ قَالَ يَقُول ابْن آدم مَالِي وَهل لَك من مَالك إِلَّا مَا تصدّقت فأمضيت أَو أكلت فأفنيت أَو لبست فأبليت.
ـ
شبكة الميلان- مـلازم - Lieutenant
-
علم بلدي :
عدد المساهمات : 229
تاريخ الميلاد : 28/03/1997
تاريخ التسجيل : 23/11/2011
العمر : 27
رد: فَائِدَة في قَوْله تَعَالَى أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ إِلَى آخرهَا
الله يعطيك العافية
كل الشكر والتقدير لك
كل الشكر والتقدير لك
محمدصبرى1- عــريــف - Corporal
-
علم بلدي :
عدد المساهمات : 55
تاريخ الميلاد : 11/05/1990
تاريخ التسجيل : 26/11/2011
العمر : 34
رد: فَائِدَة في قَوْله تَعَالَى أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ إِلَى آخرهَا
مشكووووووووووووووووووووووووووووووور
Yousry Ragab- عــريــف - Corporal
- الوظيفة : نائب رئيس المجلس العسكري
علم بلدي :
عدد المساهمات : 55
تاريخ الميلاد : 07/07/2000
تاريخ التسجيل : 03/08/2013
العمر : 24
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى